ما تأثير نوبات العمل الليلية على أجسادنا؟ تعرف الآن

هناك ملايين من الناس يقومون بعملهم في  ساعات متأخرة من العشية حتى ساعات الفجر الباكر باضطراد. فهل يمكن أن يكون لذلك  آثار على صحتهم، وماذا قد تكون  ؟
تعمل تريسي لوسكار، وهي مسعفة من آلاسكا، لفترة 16 ساعة أثناء هذا النهار. وتعمل أربع مناوبات من ذلك النوع أسبوعياً، وفي ذلك الحين عملت في الدوام الليلي لفترة 17 عاما.
وتقول تريسي: “أحب إيقاع الليل. فهناك عدد أقل من الناس على الطرقات، وهناك تنوع في مطالب الشغل، ونمط عمل مغاير ايضاً، وبعض المحال غير التجارية تكون مفتوحة”.
ولكن لا يمكننا أن ننسي أنه  يحتمل أن يكون الشغل الليلي خطراً. وتقول: “وقت الليل أكثر خطورة في العديد من الجوانب. لو كان الوقت الذي يستغرقه رد فعلك طويلاً  أو ملاحظتك بطيئة، فمن المؤكد أن الشغل عند منتصف الليل يضاعف من  خطورة ذلك  لديك، وذلك أمر مرعب بشكل كبير”.
ويعمل ملايين الناس في العالم في ساعات الظلام. وفي ذلك الحين تكون الإحصاءات الحكومية ضئيلة، بل استنادا لدراسة أجرتها جامعة برنستون، فإن ما يقدر بنسبة 7ـ15 في المئة من القوى التي تعمل في الدول الصناعية تعمل على نحو من أنواع الشغل الليلي، رغم تصنيف منظمة الصحة العالمية بأن  العمل الليلي قد يعتبر مسبب جائز للسرطان بسبب  ما يحدثه من اضطراب إيقاع الساعة البيولوجية.
معاناة العاملون المساؤيون
عمال المناوبات الليلية يتكبدون كثير من المشكلات الصحية الناجمة عن الشغل الخارج عن التزامن مع إيقاعاتهم البيولوجية
الإشكالية الأساسية هي أن لدينا تلك الساعة البيولوجية الداخلية المضبوطة استنادا للعالم الخارجي، وهي حصيلة التعرض لدورة الضوء/الظلام”.
ويقول إن العمال الليليين يتعرضون لمستويات متدنية من الضوء أثناء مرحلة المناوبة، ولكنهم يتعرضون للضوء الطبيعي بوقت وجيز عودتهم إلى منازلهم.
إذن، ما هو نوع الآثار الجسدية التي يحدثها الدوام الليلي على جسمك؟
يقول المتخصصين  أن تخطى تلك الساعة البيولوجية يجعلك تنشط “محور الاضطراب” لديك، وهي الأسلوب التي يتفاعل بها جسمك في وضعية القتال أو الطيران. ويستطرد بالقول: “إننا نضخ الجلوكوز إلى الدورة الدموية، ونزيد من ضغط الدم، ونزيد من التحضير للتعامل مع الوعيد الجائز وبالطبع نحن لا نفعل هذا، فإننا نعمل وحسب”.
ويمكن أن تؤدي معدلات الاضطراب الدائمة  تلك إلى أمراض الفؤاد والأوعية الدموية، أو قلاقِل التمثيل الغذائي، مثل داء السكري من النوع الثاني.
كما يمكن للتوتر أيضاً أن يضغط على جهاز المناعة، الأمر الذي قد يشكل أساسا لصعود مستويات سرطان القولون وسرطان الضرع.
تلك هي الآثار على النطاق الطويل، ولكن بالطبع يؤثر الحرمان من السبات عليك على النطاق القصير ايضاً. والتأثير الأكثر وضوحا هو الجهد. والفشل في تلقي البيانات على نحو صحيح، والفشل في تكوين علاقات اجتماعية صحية ، وضياع التعاطف، كلها أعراض للحرمان من السبات.
 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى